رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز

ارتاح من نفسك


«الراحة الحقيقية هى أن ترتاح من نفسك، أن تجد ما يشغلك عنها». إحسان عبدالقدوس.

توقفت طويلاً أتأمل تلك الجملة وأنا أراقب كل أحداث الحياة.. ارتفاع الأسعار، شهداء كل يوم من الجيش والشرطة، اختفاء طائرة، حرائق فى كل مكان... فأردت أن أجلس مع نفسى كما أفعل يومياً، أعالج مشاكلى، ألوم نفسى، أقيمها، أعيد ترتيب أفكارى، حياتى...أصارع الحياة وتصارعنى... ولكنى لأول مرة استرجعت كلمات عبدالقدوس ووجدت نفسى أوجه كلاماً جديداً لنفسى «أنت صعبانة علياّ»! لابد أن أترفق بك قليلاً، لأننى إذا لم أترفق بك، فلن يهتم بك أحد غيرى!!! وإذا لم أدللك وأريحك دقيقة من التفكير فلن تتوقفى...

ووجدت نفسى أبتسم واتخذ قراراً جديداً من قرارات حياتى أن «ارتاح من نفسى» قليلاً. أريحها قليلاً. أريحها من «صدمات الحياة».. «القلق»... «ذكريات الماضى».. «الأرق»... «الإحباط»... «التفكيرالزائد»... «العتاب».. «جروح الحياة».. «الأفكار السلبية»... «اتخاذ قرار جديد».... «اتخاذ موقف مصيرى»... هذه هى ساعات يومنا كأمواج البحر بين مد وجزر وفرح وحزن..هذه هى حياتنا العابرة... هذه هى حياتنا المسلوبة منا لأننا نضيع حياتنا فى التفكير مراراً وتكراراً، فتسلب منا الحياة شيئاً فشيئاً...

فقررت أن أقوم برحلة لا تكلفنى إلا أن «ارتاح من نفسى» أو بمعنى آخر «أن أريح نفسى منى» قليلاً.. بالاسترخاء، بالسفر للحظات إلى عالم آخر من التفاؤل، التأمل، السعادة، الأمل... فلا ألومها... لا أنتقدها... لا أعاتبها.... لا أسىء فهمها... لا أستعجلها لاتخاذ قرار... لا أجعلها دائماً تحت ضغط نفسى.. لا أجعل حياتى عبئاً عليها... لا أبالغ فى القلق على شىء أو من شىء فالقلق نفسه قد يضرنى أكثر من الشىء الذى قلقت منه... أهدأ من إحساسيتى المفرطة تجاه كل كلمة، كل حرف.. التوقف عن محاولة الوصول للكمال...!!!

فقد قررت انه لن تغلبنى الحياة بكبدها، بعسرها.. «إنما أشكو بثى وحزنى إلى الله».. فدعوة واحدة لربى تشفى قلبى.. فالله سبحانه وتعالى هو محرك هذا الكون وهو المدبر، لاراد لقضائه، لا يظلم أحداً فسأصبر لأن ثقتى بالله ليس لها حدود، يقينى بالله يقين صادق بأننى لن أستطيع أن أهرب من قدرى، من مصيرى.. من رزقى «من المكتوب فى اللوح المحفوظ»... إذن لابد أن «أريح نفسى منى» لحظات.. فأسامح لأرتاح، وأتناسى لابتسم، وأتجاهل أحياناً لأن لا شىء يستحق، وأصمت قليلاً لأنى لا أريد أن أجادل... والآن.. تعال معى نهدأ، نحمده، نشكره... نحسن الظن بالله.. نتخلص من الأفكار السلبية ولا نتبع تفكيرنا وإنما نجعل تفكيرنا يتبعنا كالمغناطيس لنقوده إلى النجاح. اللهم... إنى أسألك راحة بال تسع الكون وما فيه.. اللهم... اجعل نفسى نفساً طيبة مطمئنة، تؤمن بلقائك، ترضى بقضائك، تقنع لعطائك، ولا حول ولا قوة إلا بك.. موعدنا الخميس المقبل إن شاء الله.