مصر ستبقى
مما لا شك فيه أن الولايات المتحدة الأمريكية وبعض الدول الغربية، لديها مراكز للتفكير والدراسات السياسية التى تساعد الحكومات على اتخاذ القرارات التى تساعدها فى التعامل مع الدول. وهو ما جعل أمريكا ودول الاتحاد الأوروبى وألمانيا على وجه الخصوص، تساعد الجماعات الإسلامية الراديكالية، وجماعات اليسار المتطرف على الوصول للحكم، وتقوم بتدريبها على أعمال الشغب والعنف وهدم المؤسسات، وإحداث حالات من الفوضى والتخريب لأنها أى أمريكا ومن معها تدرك أن تلك الجماعات هى الأكثر تنظيماً، وهى وحدها القادرة على قيادة الجماهير والوثوب على الحكم. ولأنها تدرك أن نظم الحكم الإسلامية لاتتطلع للمستقبل، ولكنها تجعل شعوبها منغمسة انغماساً كلياً فى الدين، وتهمل عن عمد التطور واللحاق بركب الحضارة. وتنفق ثرواتها على التسليح ومحاولة اللحاق بنادى الدول النووية، ومثالها فى ذلك إيران.
عموماً، كون أن الولايات المتحدة الأمريكية، تضع مصر نصب أعينها وهدفاً لمخططاتها، هذا فى حد ذاته معناه أن تخشى من الدور الصاعد لمصر إقليمياً وسياسياً واقتصادياً، وربما ستبيح لها دور القيادة والريادة فى منطقة الشرق الوسط. وضعت الولايات المتحدة ومن معها الخطط، وقامت بتنفيذها على مراحل، ومع إطلاق وزيرة الخارجية السابقة كوندوليزا رايس، مصطلح الفوضى الخلاقة، فى عهد الرئيس الأمريكى جورج دبليو بوش الابن ونجاحها فى تمرير هذا المصطلح للأوساط السياسية والأكاديمية وتداوله على نطاق واسع. وشرعت فى تنفيذها بنجاح منقطع النظير، من خلال استمر الرئيس بوش فى الحكم دورتين، تمكن خلالها من تدمير الجيش العراقى، وزرع بذور الفتنة بين السنة والشيعة فى العراق، وبدأ تنفيذ المسلسل مع باقى الجيوش العربية، وبالفعل انكسرت الجيوش العربية فى العراق والجزائر وليبيا وسوريا والسودان.. وأتى الدور على الجيش المصرى، الجيش العربى القوى عربياً وأفريقياً. وهيأت ثورة 25 يناير فرصة لإغراقه فى فوضى عارمة وضغوط مزلزلة، فالفوضى عدو غير تقليدى يصعب مواجهته، حيث اعترف عاموس يادلين رئيس المخابرات العسكرية الإسرائيلية السابق، نهاية2010 بنجاح جهازه فى نشر الفوضى والخراب بمصر.
■ كاتب