رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز

جمال حمدان.. وجزيرة تيران


عندما ارتفع الصراخ للدفاع عن الأرض والعرض، من بعض السطحيين الذين لا يفرقون بين مصالحهم الشخصية ومصلحة الوطن، وضخم البعض من الإعلاميين المأجورين الموضوع، وادعى البطولة والزعامة وبكى على اللبن المسكوب، ووسط هذه الزوابع والبكائيات لجأت لعاشق مصر، والذى يستند فى كتاباته إلى الوثائق والخرائط وغيرها من الكتابات لتسجيل فكرته بأسلوب علمى موضوعى بحت، لكى نغلق الباب الذى تأتى منه الرياح الصحراوية والتيارات البحرية، فرجعت لكتاب جمال حمدان «سيناء فى الاستراتيجية والسياسة والجغرافيا، ويؤكد فى كتابه أهمية شبه سيناء جغرافياً وتاريخياً وأنها جزء لا يتجزأ ولم يتجزأ قط من صميم التراب الوطنى، وقد تكون غالباً أو دائماً أرض رعاة، ولكنها قط لم تكن أرضاً بلا صاحب منذ فجر التاريخ، كما أنه لم يذكر فى كتابه القيم عن جزيرتى «صنافير» و«تيران» إلا مرة واحدة فى صفحة 10 وركز على مدينة شرم الشيخ، حيث اعتبرها المفتاح الاستراتيجى لجنوب شبه جزيرة سيناء والتى تتحكم تماماً فى كل خليج العقبة دخولاً وخروجاً عن طريق مضيق تيران، فهذا المضيق المختنق كعنق الزجاجة والذى تزيده ضيقاً واختناقاً جزيرتا «تيران» و«صنافير» فى حلقه، لا يترك ممراً صالحاً للملاحة إلا لبضع كيلو مترات معدودة كأنه يريد تشبيه الجزيرتين، بالوزتين فى حلق الإنسان، فإذا نزعت فلن يحدث له أى تأثير، تقع الجزيرتان تحت ضبط وسيطرة قاعدة شرم الشيخ الحاكمة، وواضح من هذه الفقرة أنه ليس هناك أهمية استراتيجية للجزيرتين، ويمكن أن نرد هنا المثل القائل «سارق الصندوق يا محمد لكن مفتاحه معاى» وخليج السويس بترولى غنى أرضاً وماء، وينفرد خليج السويس بالقناة الملاحية والشريان العالمى للشرق والغرب، بينما خليج العقبة خليج جاف بترولياً، منزوياً كزقاق مغلق مظلم مهجور، وأخيراً فإن خليج السويس خليج مصرى كله، بينما العقبة نصفه مصرى ونصفه سعودى أساساً، وبدلاً من اللجاج حول جزر ليست لها أهمية استراتيجية،كقول جمال حمدان، وأن الذى أصدر القرار رجل عسكرى مخابرتى نثق فى شدة وطنيته وأنه لا يفرط فى حبة رمل من التراب الوطنى، بالإضافة إلى ذلك فإن الموضوع حول برمته إلى مجلس النواب لحسمه نهائياً. فالمطلوب الآن هو الاهتمام بشباب سيناء وتنمية مهاراتهم المختلفة، وإنشاء جامعة بشبه جزيرة سيناء هى خطوة أولى فى الاهتمام بالشباب، لتكوين الكوادر المتخصصة لبناء شبه جزيرة سيناء، كما أن ربط شباب الوادى بسيناء يكون عن طريق الرحلات الشبابية المستمرة، وإقامة الأنشطة الرياضية والثقافية والاجتماعية، لغرس الانتماء لدى شباب مصر بهذه البقعة المقدسة، وأخيراً فإن تعمير سيناء منظومة متكاملة للتنمية الشاملة من عمرانية واجتماعية واقتصادية وسياحياً خاصة أن بها السياحة التاريخية والعلمية والعلاجية.

 عضو اتحاد المؤرخين العرب