رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز

«التصعيد الأخطر» منذ حرب 2014.. إسرائيل تدك حصون حماس في غزة والحركة ترد بقذائف الهاون وتستنجد بمصر لوقف العمليات العسكرية وتهدئة الأوضاع

التصعيد الأخطر
التصعيد الأخطر

بوادر حربٍ جديدة، تلوح في الأفق، وتصعيد جديد يوصف بأنه الأخطر منذ انتهاء الحرب باتفاق برعاية مصر في أغسطس 2014، حيث شنت طائرات الاحتلال، غارات جوية على أهداف في قطاع غزة، وذلك بعد أقل من 24 ساعة من 5 غارات أمطرت بها مواقع حيوية، قالت إنها مواقع تدريب المقاومة، وأخرى في القطاع أبرزها مطار غزة الدولي في رفح، ما أسفر عن تدمير مبناه بالكامل.

البداية كانت بعد أسبوعين من إعلان الجيش الإسرائيلي، كشفه نفقًا هجوميًا حفرته حماس داخل أراض إسرائيلية مجاورة، والتى على إثرها قام رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو، ووزير الدفاع، ورئيس الأركان بجولة في منطقة الحدود مع قطاع غزة، وخلال الجولة أطلقت نيران من القطاع باتجاه منطقة قريبة من كيبوتس «ناحال عوز»، وهو الأمر الذي دفع قوات الأمن الإسرائيلية أن ترحّل نتنياهو والوفد المرافق له من المنطقة.

وبحسب صحيفة يديعوت أحرونوت الإسرائيلية، فإن مسؤولية إطلاق النار، تعود إلى عناصر في أحد التنظيمات السلفية، التي تهدف إلى انتهاك توجيهات حكومة حماس في القطاع، وتهدف إلى تصعيد الأزمة بين حماس وقوات جيش الإحتلال، مشيرة إلى أنه خلال الأيام الماضية اعتقلت حماس خلية عسكرية على حدود القطاع تهدف إلى نزع الاستقرار فى المنطقة، وتهديد الجيش الإسرائيلي، ولم تعلن حماس عن هوية الخلية الإرهابية، أو لمن تنتمي.

وشهدت منطقة شرق حي الشجاعية شرقي مدينة غزة توترا كبيرا، بعد قصف الدبابات الإسرائيلية لبرجي مراقبة للمقاومة الفلسطينية وتدميرهما، كما أعلنت إسرائيل رفع حالة التأهب العسكري على حدود القطاع.

من جانبها ردت المقاومة الفلسطينية، بإطلاق قذيفة هاون على إحدى الجرافات الصهيونية التي تقوم بأعمال تجريف في المكان، والتى تعد القذيفة الرابعة على المواقع الصهيونية، وذلك على إثر قصف الاحتلال لمواقع المقاومة، فأعلن الجيش الإسرائيلي رفع حالة التأهب إلى الدرجة القصوى على طول الشريط الحدودي مع قطاع غزة، بعد موجة القصف الإسرائيلي على المواقع الفلسطينية، ورد المقاومة بقصف تجمعات الجنود الإسرائيليين بقذائف الهاون شرق مدينة غزة .

وحمّلت حركة حماس، الاحتلال الإسرائيلي المسؤولية الكاملة عن التصعيد شرقي قطاع غزة وعن كل التداعيات المترتبة عليه، وذلك بعد أن شهدت الحدود الشرقية للقطاع قصفا متبادلاً في محيط موقع "ناحل عوز" العسكري الإسرائيلي، حيث قصفت دبابات الاحتلال برجًا عسكريًا للمقاومة، و7 مناطق أخرى على الحدود مع قطاع غزة، كما طالبت كتائب القسام -الجناح العسكري لحركة حماس- الاحتلال الإسرائيلي بمغادرة قواته المتوغلة على حدود قطاع غزة فورا.

وطالبت كتائب الشهيد عز الدين القسام الجناح العسكري لحركة حماس الاحتلال الإسرائيلي بمغادرة قواته المتوغلة على حدود قطاع غزة فورا، وقالت في بيان نشرته على موقعها الإلكتروني مساء الأربعاء، إن المقاومة الفلسطينية ترى في هذا التوغل تجاوزا واضحا لاتفاق التهدئة عام 2014 وعدوانا جديدا على قطاع غزة، وهي لن تسمح باستمرار هذا العدوان .

وفى هذا الصدد قال عاموس هرئيل، محلل الشئون العسكرية بصحيفة هآرتس الإسرائيلية، إن حركة حماس تحاول رسم خطوط حمراء جديدة في المنطقة العازلة داخل حدود القطاع، واصفا إطلاق كتائب القسام، عدة قذائف هاون، للمرة الأولى منذ انتهاء الحرب الأخيرة ، بأنه «رسالة تحذيرية» موجهة لإسرائيل مفادها أن هنالك خطوطا حمراء ترسم ولكنها ليست دعوة لحرب شاملة.

ووصف هرئيل ما يجري على حدود القطاع بأنه اقرب إلى الرسائل المتبادلة، بين حماس وإسرائيل، مشيرا إلى أن إطلاق حماس لقذائف الهاون يعد التصعيد الأخطر منذ انتهاء الحرب عام 2014، كما أنه بمثابة رسالة تحذيرية، تدل على محاولة حماس للتشويش على عمليات الجيش فى البحث عن أنفاقها الهجومية.

وأوضح أن هناك سببا آخر يدعو للقلق حول فرصة اندلاع مواجهة جديدة ألا وهو وقف إدخال الأسمنت للقطاع، على أساس أن حماس تستخدمه في إنشاء الأنفاق، وهو الأمر الذي جعل العمال فى غزة عاطلين عن العمل وترك القطاع بيئة خصبة لاندلاع مواجهة جديدة، خاصة أن الحرب الأخيرة دمرت آلاف المنازل، وتركت الآلاف من السكان بلا مأوى.

وأشار القيادي في حركة حماس موسى أبو مرزوق إلى أن ما جرى على حدود قطاع غزة الشرقية، كان محاولة صهيونية لفرض وقائع جديدة على الحدود، لمسافة يزيد عمقها عن 150 مترا، مما دفع مقاوميهم إلى المواجهة، لمنع آلياتهم من الاستقرار أو القيام بأي إجراء، مؤكدًا أن تدخل مصر أعاد الأوضاع في القطاع إلى ما كانت عليه قبل التصعيد حدود القطاع فجر الخميس.

يذكر أنه في أغسطس 2014 تم وقف إطلاق النار بين إسرائيل وحركة حماس بعد هجوم إسرائيلي على قطاع غزة استمر 50 يوما، إلا أن إسرائيل بدأت في 2014 عملياتها العسكرية على قطاع غزة بهدف وقف إطلاق الصواريخ على أراضيها وتدمير الأنفاق التي تشن منها الفصائل الفلسطينية هجمات على إسرائيل.