رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز

فتوح الشاذلى يكتب.. مجزرة حلب

جريدة الدستور

القلم يرتجف فى يدى.. الصرخات مكلومة بداخلى.. اليأس يتملكنى.. الألم يعتصرنى.. القهر يكاد يقتلنى.. الدموع تحتبس فى عينى.. القلب يرتجف ألماً.. النفس حزينة مكلومة تنعى ما تبقى من ضمير هذا العالم. وكأنه مكتوب علينا أن نكتب بين الحين والآخر عن مجزرة فى بلادنا.. مجازر فى غزة على أيدى المجرمين الصهاينة.. وأخرى فى مضايا على أيدى مجرم سوريا وجنوده.. واليوم عن حلب التى كشفت تواطؤ العالم علينا. إجرام غير مسبوق.. ضرب المستشفيات ومستودعات الأدوية ودك المساجد، وتحويل المساكن إلى حطام.. هزتنى صور الضحايا من الأطفال والنساء.. الصدمة والذهول على وجوه الأحياء الذين نجوا من الموت ووقفوا أمام جثث ذويهم وهم لا يصدقون ما يحدث.. وقفت أمام صرخة طفل وهو يقف على جثة شقيقه وجده يربط على كتفيه وهو فى شرود.. وصورة أخرى نشرتها صحيفة «الوفد» لجثة طفل تخرج من حطام المنازل.. وصورة ثالثة لرجل يحتضن طفلته وسط القصف وهو يسلم أمره الى الله والطفلة تنظر الى ما يحدث وسط رعب مما هو آت.. لقد فضحت هذه الصور القوى العظمى التى خططت ودبرت لهذه المجازر.. تلك القوى التى ترقص على جماجم موتانا وتستمتع بمشهد الدماء التى تسيل والجثث التى تتناثر والخراب الذى كان. لقد خططت الولايات المتحدة للشرق الأوسط الجديد والفوضى الخلاقة وكانت هذه هى البداية.. مجازر وخراب ودمار فى سوريا وفوضى فى ليبيا ومعارك فى اليمن ومأساة فى العراق. تكالبت قوى الشر على سوريا.. الأمريكان خططوا والروس نفذوا والصهاينة أول المستفيدين.. وسوريا الأهل والبلد هم الضحايا والمكلومين.. الغريب أن قوى الشر تسير فى مخططها بلا هوادة.. فهم لا يعرفون الرحمة ولا الإنسانية ولا يحركهم ضمير ولا قيم. تصريحات استفزازية من الولايات المتحدة تقول أن هناك اتصالات مع روسيا لتخفيف وتيرة الضرب.. يعنى الابادة تكون بايقاع أبطأ مما يحدث الآن.. والجانب الروسى يرد بأنه لايوجد أمل فى أى هدنة ولا تهدئة.. اجرام غير مسبوق. وكالعادة خرج سدنة الطاغية ورجاله بتصريحات لا ينطق بها الا العاملين فى البَغَاء.. فعندما يخرج مفتى سوريا ليبرر للمجرم بشار ما يفعله فهذا بَغَاء وعندما تخرج عاهرة تشمت فى شهداء حلب فى الوقت الذى انتفض فيه العالم من كل مكان يدافع عن الضحايا فإن هذا هو البَغَاء بعينه. لك الله ياحلب.. وليعلم الطاغية بشار الأسد أن عدالة السماء لاريب فيها وأننا سنرى فيه يوما فى الحياة قبل الممات.