رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز

روشتة نجاح سيدة ماسبيرو الأولى


الإعلامية صفاء حجازى أول سيدة تتولى رئاسة اتحاد الإذاعة والتليفزيون وهو أعلى منصب فى الإعلام الرسمى المرئى والمسموع، وهى مسئولية غاية فى الصعوبة، حيث ورثت تركة ثقيلة كلها مشكلات وتحديات، وفى ظروف صعبة...

... فالدولة تتعرض لمخاطر كثيرة داخلية وخارجية وهناك أزمة حقيقية بين الدولة والإعلام، والانطباع السائد لدى الجميع بما فى ذلك الحكومة أن الإعلام الخاص هو الذى يقود الرأى العام، وهو انطباع حقيقى وله أسبابه ونتائجه السيئة على البلد.. فمن أهم أسبابه تراجع دور الإعلام الرسمى، وأعنى هنا ماسبيرو بقنواته التليفزيونية والإذاعية، أنه ترك الساحة للفضائيات الخاصة فأصبحت الأكثر تأثيرًا فى المجتمع، أما النتائج فهى كارثية لأن الإعلام الخاص والذى يمتلكه رجال الأعمال فهدفه هو تحقيق الربح، وتتحكم فيه وكالات الإعلان، وللأسف الشديد فإن الإثارة هى التى تجلب الإعلانات، ومصلحة الوطن والإثارة لا يجتمعان بل كلاهما ضد الآخر، ومن هنا تأتى أهمية عودة الإعلام الرسمى لقيادة الرأى العام.

ليكون الأكثر تأثيرًا فى المجتمع وهى مهمة صعبة أمام صفاء حجازى ولكنها ليست مستحيلة، تتطلب أولاً إرادة حقيقية للقيام بهذا الدور ثم اختيار الأكفاء الذين يؤمنون بأهمية الإعلام الرسمى فى مساندة الدولة المصرية، وإعادة ثقة المواطن فيه، فمطلوب قيادات مبدعة وليست موظفة، فمرحلة أكل العيش لا يمكن أن تستمر، كما يجب ألا تشغل بالها بأى خلافات سابقة وأن تتفرغ للعمل لأن الإبداع لا يجتمع أبدًا مع الصراعات والخلافات الشخصية وتصفية الحسابات.. وماسبيرو على قدر مشكلاته الكثيرة فإنه ملىء بالجواهر التى إذا أحسن استغلالها وتوظيفها فإنها قادرة على إعادة أمجاده تلك الكوادر التى تحمل على أكتافهم الآن نجاح القنوات الفضائية وكأن ماسبيرو أصبح مزرعة تفريغ كوادر، لا يستفيد منها بل يلتقطها القطاع الخاص، فكيف إذًا يستطيع الفوز وهويفرط فى نجومه للفريق المنافس؟

فأشهر مقدمى برامج التوك شو فى القنوات الفضائية الخاصة حاليًا هم أبناء ماسبيرو ومازلوا على قوته، وهم بذلك يرتكبون جريمتين الأولى أنهم تركوا المكان الذى تعلموا وتدربوا فيه للعمل فى وسيلة أخرى منافسة متحايلين على القانون، والجريمة الأخرى هى حجزهم وظائفهم فى ماسبيرو منذ عشرات السنين فلا تستطيع الدولة تعيين جدد رغم العجز الشديد فى هذه النوعية من الوظائف.. فأعتقد أنه مطلوب قرار جرىء من سيدة ماسبيرو الأولى إما بعودة أبنائه إليه أو إقالتهم حتى تستطيع تعيين بدلاً منهم على درجاتهم المالية، ما يعزز فرص حجازى فى نجاح مهمتها إذا أحسنت استغلالها، إن هناك ملايين المواطنين المصريين خاصة البسطاء منهم مازلوا لا يثقون إلا فى التليفزيون الرسمى وأن الإذاعة الرسمية لا يوجد لها منافس من إذاعات خاصة كثيرة، وأنه بقليل من الاهتمام بمشكلات المواطنين سوف يجذب المشاهدين والمستمعين..

الفرق بين النجاح والفشل قليل من العمل ولكن بإخلاص وضمير؛ ولأنه ليست لدينا رفاهية فى الوقت فلابد وسريعًا أن تبدأ «حجازى» وأن تمنح المعلنين عروضًا خاصة حتى تجتذبهم فلدينا أكثر من ألف ساعة إرسال يومى تليفزيون وإذاعة من ماسبيرو، وكذلك مجلة صحفية فلماذا لا نمنح المعلن تخفيضات كبيرة حتى تحقق أموالاً تساعد فى التطوير؟ الموارد سوف تظل عقبة أمامها والدولة لن تستمر طويلاً فى التمويل إذا ظل دور ماسبيرو فى تراجع تاركًا الساحة للقنوات الخاصة.