رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز

هل تكون المناورات العسكرية تمهيدًا للقوة العربية المشتركة؟ .. محللون: تساعد على تبادل الخبرات و المعلومات.. وتوحيد العقيدة القتالية ضد الإرهاب أبرز المكاسب

جريدة الدستور

تقارب عسكري، ومناورات مشتركة متلاحقة بين الجيوش العربية، امتدت برًا و بحرًا و جوًا، تسارعت وتيرتها خلال الأونة الأخيرة، بداية من عام 2015الذي شهد عدد من المناورات المتتابعة وبدأت تتشكل خلاله ملامح القوة العسكرية العربية المشتركة.

بدايةً، لاحت فكرة التعاون العسكري العربي مع إنطلاق عاصفة الحزم في مارس قبل الماضي عاصفة الحزم هي عملية عسكرية سعودية، بمشاركة تحالف دولي مكون من عشر دول ضد جماعة الحوثيون والقوات الموالية لهم ولعلي عبد الله صالح، امتدت من 25 مارس و حتي 21 ابريل 2015.

ثم أخذت ملامح القوة العسكرية العربية المشتركة تتبلور فور إعلان المملكة العربية السعودية ديسمبر الماضي تشكيل تحالف عسكري إسلامي يضم 34 دولة لمحاربة الإرهاب، سيكون مقره العاصمة السعودية الرياض.

علي أن يتبعه تأسيس مركز عمليات مشتركة لتنسيق ودعم العمليات العسكرية لمحاربة الإرهاب، ولتطوير البرامج والآليات اللازمة لدعم تلك الجهود.

ويشارك في هذا التحالف -إلى جانب المملكة العربية السعودية- كل من: الأردن ومصر وتركيا والإمارات وباكستان وقطر والبحرين وبنغلاديش وبنين وتشاد وتوغو وتونس وجيبوتي والسنغال والسودان وسيراليون والصومال والغابون وغينيا وفلسطين وجزر القمر وساحل العاج والكويت ولبنان وليبيا والمالديف ومالي وماليزيا والمغرب وموريتانيا والنيجر ونيجيريا واليمن.

فبراير 2016

شهد مطلع العام الجاري واحدة من أكبر المناورات في العالم من حيث عدد القوات المشاركة فيها، واتساع مناطق المناورات العسكرية عرفت بـ"رعد اشمال"، انطلقت في المملكة العربية السعودية بمشاركة أكثر من 20 دولة،و 350 ألف جندي و20 ألفا من طراز الدبابات الحديثة وعشرات السفن، و ألفي 500 طائرة حربية من 20 بلدا.

وشملت المناورة قوات برية و بحرية و جوية من دول مجلس التعاون الخليجي الست، إضافة إلى مصر وباكستان وتركيا وماليزيا والمغرب وتشاد والأردن وغيرها للتدريب علي مواجهة قوات غير نظامية وجماعات إرهابية، وفي نفس الوقت تدرب القوات على نمط العمليات التقليدية وما يسمى بالعمليات منخفضة الشدة".

وجري الإستعداد لتلك المناورات منذ فترة، في أعقاب تشكيل لجنة عسكرية مشتركة 15 أبريل 2015 لبحث تنفيذ مناورة استراتيجية كبرى على أراضي المملكة العربية السعودية، وبمشاركة قوة عربية مشتركة، تضم قوات من مصر والسعودية ودول الخليج.

31 مارس 2016

وفي الشهر التالي، بدأت عناصر من القوات البحرية لدول مصر والإمارات العربية المتحدة، والولايات المتحدة الأميركية، تدريبا عسكريًا مشتركًا في المياه الإقليمية للبحر الأحمر، تحت اسم "تحية النسر 2016".

وتضمن التدريب، بحسب البيان "تنفيذ العديد من الأنشطة، منها إدارة أعمال قتال بحرية مشتركة، تشمل أعمال الاستطلاع البحري وتنفيذ عدة تشكيلات إبحار لاتخاذ الأوضاع الهجومية والدفاعية والتعامل مع الأهداف المعادية بمشاركة العديد من الوحدات والقطع البحرية".

10 ابريل 2016

اجرت القوات الجوية المصرية و الكويتيه تدريبات عسكرية مشتركة تحت عنوان " اليرموك - 2" علي مدار 13 يومًا بدءت من 10 ابريل واستمرت حتي 23 من الشهر نفسه، علي الأراضي الكويتيه، بهدف تعزيز وتطوير مبدأ التعاون والتنسيق والتخطيط المشترك ورفع المستوى التدريبي والجاهزية القتالية بين البلدين الشقيقين.

وشهد التدريب العديد من الأنشطة والفعاليات من بينها تخطيط وإدارة أعمال قتال مشتركة بين القوات الجوية المصرية والكويتية، وقيام المقاتلات متعددة المهام من الجانبين بالتدريب على أعمال الدفاع والهجوم المشترك إزاء الأهداف المخططة.

وذكر العميد محمد سمير، المتحدث بإسم الجيش المصري، أن التدريب الجوي "اليرموك - 2" يعتبر أحد أهم وأكبر التدريبات الجوية في المنطقة، ويهدف إلى دعم وتعزيز التعاون العسكري، والتنسيق المشترك بين القوات الجوية لكلا البلدين، وقياس مدى جاهزية واستعداد القوات لتنفيذ عمليات جوية مشتركة ضد الأهداف المعادية، وتوحيد المفاهيم بين القوات المشاركة، وخلق بيئة غنية بالمهارات والتكتيكات الجوية الحديثة، بما يساهم في تحقيق أمن واستقرار منطقة الخليج العربي".

17 أبريل 2016

وأثناء الشهر ذاته، انطلق التدريب المصري الإماراتي المشترك "خليفة 2" والذي تشارك فيه وحدات من القوات البحرية للقوات المسلحة المصرية والإماراتية، وينفذ بالمياه الإقليمية لدولة الإمارات العربية.

وخاضت القطع البحرية المصرية والإماراتية، في تنفيذ عدد من التكتيكات البحرية وتشكيلات الإبحار نهارًا وليلًا، والتي أظهرت مدى قدرة الوحدات البحرية لكلا البلدين، على اتخاذ أوضاعها بدقة وسرعة عالية، والاستعداد القتالي المستمر لخوض المعارك البحرية والتعامل مع الأهداف البحرية المعادية بكفاءة عالية.

بالإضافة إلى القيام بأعمال الاعتراض البحري، وتنفيذ حق الزيارة والتفتيش واقتحام السفن المشتبه بها، بمشاركة القوات الخاصة البحرية، وتنفيذ أعمال مكافحة الحريق على سطح السفن، والتعاون مع القوات الجوية لتنفيذ أعمال التأمين الجوي، وتعقب وتدمير الغواصات المعادية للتعرف على الجديد في نظم وأساليب التدريب القتالي لكلا الجانبين.

اللواء حسام سويلم ، المدير الأسبق لمركز الدراسات الإستراتيجية للقوات المسلحة، رأي المناورات المكثفة بين جيوش الدول العربية تأتي تمهيدًا لتكشيل قوة عسكرية عربية موحدة علي أرض الواقع، موضحًا أن الهدف من وراءها العمل وفق إستراتيجية موحدة نابعة من اتفاق في الرؤي بين الدول المختلفة المشاركة في التحالف.

وشدد علي أهمية التحالف العسكري في هذه الأثناء لمواجهة العدائيات و التهديدات المتربصة بالدول العربية المتمثلة في التنظيمات الإرهابية من ناحية، و الخطر الإيراني من ناحية أخري و الذي بات يمثل تهديدًا صريح و مباشر لعدد من الدول.

واستبعد أن يكون للقوة العسكرية العربية دورًا في العمليات العسكرية بالاراضي السورية، قائلًا: سوريا أصبحت معجنه و ساحة لصراعات القوي العالمية، و اي تدخل عربي هناك تصرف غبي، و سيناريو التقسيم الأقرب الي الواقع السوري في الوقت الراهن".

بينما أكد اللواء طلعت مسلم، الخبير الاستراتيجي، أن المناورات المكثفة تساعد إذا ما انشأت قوة مشتركة في تحقيق التناغم بين الجيوش المشاركة، وتبادل الخبرات و المهارات و المعلومات من ناحية، لكنها ليست بالضرورة تكون تمهيد لتشكيل تلك القوة المشتركة.

وأضاف أن القوة العربية المشتركة تحتاج الي إطار قانوني يحدد المهام المختلفة، والظروف التي تأسست لأجلها، لاسيما وانها ستكون موجهه في الأساس ضد الجماعات الإرهابية و ليس للتدخل في دولة بعينها للإطاحة برأس النظام بها.

وعن التدخل في سوريا، قال لا اعتقد ان التدخل العسكري الخارجي العربي يمكن ان يغير كثير من الوضع القائم، خاصة و ان الدور الروسي و الأمريكي والتركي اللاعب الرئيسي في القضية السورية.