رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز

تركيا تخترق الخليج "عسكريًا".. اتفاق أمني مريب مع قطر.. وخبراء: "أحسن من أمريكا"

صورة
صورة

"قطر وطنكم الثاني".. تصريحات جديدة لرئيس الوزراء التركي أحمد داود أوغلو تشير إلى حجم التعاون والتنسيق بين الدولتين المؤيدتين لجماعة الإخوان الإرهابية.

وحديثا، نشرت تركيا جنودًا داخل قاعدة عسكرية في قطر، في ظل اتفاق أمني بين البلدين.

وأكد رئيس الوزراء التركي أحمد داود أوغلو، أن القاعدة العسكرية تساعد في التصدي للتهديدات التي تواجه البلدين.

وقال خلال زيارته للدوحة: "قلت لضباطنا إن قطر وطنكم الثاني أنتم لستم في دولة أجنبية"، مشيرًا إلى أن أمن واستقرار قطر مثل أمن واستقرار تركيا.

وأضاف أن عدد الجنود سيحدد لاحقا ولم يعط تفاصيل عن حجم أو موقع القاعدة العسكرية.

من جانبه، علق مصطفى زهران، الباحث في الشأن التركي، إن أنقرة تنتهج سياسة جديدة بحثًا عن موقع قدم لها داخل منطقة الشرق الأوسط، مشيرًا إلى أن هذه السياسة تأتي في ظل الطمأنة التي تقدمها الولايات المتحدة الأمريكية لإيران على حساب الدول الخليجية مثل المملكة العربية السعودية، خاصةً أن الرياض ترى أن أنقرة لها نفس الهوية الإسلامية.

وأضاف زهران، في تصريحات لـ"الدستور"، أن دول الخليج بدأت في البحث عن حليف قوي لمواجهة التحالف بين الولايات المتحدة وإيران، مؤكدًا أن مجيء العاهل السعودي، سلمان بن عبدالعزيز، إلى الحكم غير المعادلة السياسية في المنطقة الخليجية.

وتابع أن قطر يجمعها تحالف عسكري بتركيا، خاصة بعد تزايد التهديد الإيراني داخل منطقة الشرق الأوسط عقب اشتعال ثورات الربيع العربي داخل بلدان الشرق الأوسط.

وأشار زهران إلى أن هذه القاعدة لن تكون الوحيدة داخل دول الخليج، خاصة أن تركيا تعمل الآن على إعادة علاقاتها مع الإمارات، وإبرام مصالحة بين الجانبين ونبذ أي خلفات سياسية، موضحًا أن كل من يخرج من العباءة الأمريكية سيسعى للتحالف الاستراتيجي والعسكري مع تركيا.

وأكد أن كل ما يشغل مصر هو البعد السياسي الجديد للدولة التركية، خاصة في الناحية العسكرية، قائلًا: "القواعد التركية في بلدان الخليج أفضل من إقامة قواعد أمريكية".

في السياق، قال أستاذ العلاقات الدولية في جامعة القاهرة، طارق فهمي، إن السبب الرئيسي من إقامة قاعدة عسكرية تركيا في قطر هو تحويل العلاقات لتعاون عسكري واستراتيجي مع دول الخليج، وليس سياسيًا فقط.

وأضاف فهمي، في تصريحات لـ"الدستور"، أنه يوجد تحالف استراتيجي تركي مع السعودية وليس قطر فقط، مشيرًا إلى أن هدف أنقرة هو ضم مصر والأردن والمغرب لذلك التحالف.

وأكد فهمي أن المملكة العربية السعودية تسعى لإقامة تحالف مع الدول العربية القوية مثل مصر، لأنه الأقوى على المستوى العرب الإسلامي، بينما تركيا تعتبر من القوى على المستوى الإقليمي.

وأوضح فهمي أن الإمارات ستنضم للسياسة الجديدة لدول الخليج، التي تعتمد على التعاون مع قطر، خاصةً في ظل زيارة وزير الخارجية التركي، مولود جاويش أوغلو، للإمارات والحديث عن مصالحة بين أبو ظبي والدوحة، تشمل جماعة "الإخوان"، قائلًا إن خطورة التحرك التركي يكمن في حساباتها السياسية والعسكرية والاستراتيجية.

وتابع فهمي أنه رغم رفض مصر المشاركة في تحالف عسكري يضم تركيا، وعدم توقع حدوث انفراجة في العلاقات بين القاهرة وأنقرة، إلا أنها ستعيد حساباتها وربما يكون لها دور في المصالحة الإماراتية التركية.