رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز

«حلب تحترق».. جريمة إبادة على أرض سوريا.. نظام الأسد يتوحش ويقصف مستشفى «القدس» والغرب يكتفي بالإدانة.. والصليب الأحمر: كارثة إنسانية على الأبواب.. ومواقع التواصل تنتفض

جريدة الدستور

تصدر هاشتاج «حلب تحترق» قائمة أكثر الهاشتاجات انتشارًا في معظم الدول العربية صباح الجمعة، وورد عليه قرابة 200 ألف تغريدة على مدار الأربع وعشرين ساعة الماضية، وظهر بجانبه هاشتاج آخر حمل عنوان «حلب تباد».

ويصف الهاشتاج حقيقة الوضع الذي آلت إليه المدينة السورية جراء قصف طيران النظام السوري والروسي عدة أحياء فيها، والذي خلف وراءه مئات القتلى والمصابين.

وتتعرض حلب منذ الأسبوع الماضي، لعمليات قصف مستمر قدرت بنحو 42 غارة جوية، بينها 6 غارات روسية، ما خلف دمارا واسعا في المناطق المستهدفة، وذلك على خلفية انسحاب وفد المعارضة من جنيف.

وتستهدف الغارات بشكل أساسي المجمعات السكنية والأسواق الشعبية، فقد استهدف الطيران الحربي أمس مستشفى القدس في حي السكري، الأربعاء الماضي، ما أدى إلى استشهاد 51 شخصا بينهم أطفال.

وودع سكان حلب، أمس الخميس، ثمانين قتيلا جراء الغارات المتواصلة على مواقع مختلفة في المدينة التي تعيش وضعا «كارثيا»، بحسب وصف منظمة الأمم المتحدة.

وفرضت الأوضاع الحالية على المجلس الشرعي في حلب الإعلان عن عدم إقامة صلاة الجمعة، وذلك بسبب كثافة القصف الجوي ، والخوف من وقوع مجازر أثناء الصلاة.

وأعلنت قوات النظام السوري استعدادها لـ«معركة حاسمة» تبدأ قريباً في حلب، بحسب ما ذكرت صحيفة سورية أمس الخميس؛ لطرد المقاتلين من المدينة عبر محاصرتها وإنشاء منطقة آمنة.

وعن الوضع المأساوي الذي تعيشه المدينة، يقول «فالتر غروس» رئيس مكتب اللجنة الدولية للصليب الأحمر في حلب،:«أينما كنت ستسمع صوت قذائف الهاون والقصف والطائرات وهي تحلق فوقك، ولا يوجد حي لم يتعرض للقصف، الناس يعيشون على أعصابهم، الكل هنا يخشى على حياته، ولا أحد يعلم ماذا سيحدث بعد ذلك».

وقالت مصادر في المعارضة إن طائرات النظام استهدفت خطأً حيّ الميدان الخاضعَ لسيطرته، ما أدى إلى تدمير مبانٍ وسقوط قتلى وجرحى من المدنيين.

وأعلنت لجان التنسيق المحلية، أنها وثقت سقوط 170 شهيداً من المدنيين في مدينة حلب، منذ السبت الماضي فقط، بسبب الغارات التي تشنها طائرات النظام السوري على المدينة بشكل غير مسبوق.

وقالت في بيان لها مساء أمس الخميس،: «مرة أخرى تكرر قوات الأسد هجماتها البربرية المدمرة على مدينة حلب، وتجدد فظائع الموت والإبادة والخراب، بأكثر من 120 حادثة قصف مسجلة بالصواريخ والبراميل المتفجرة، ليسقط ومنذ السبت الماضي حتى ساعة صدور البيان، 170 شهيداً بينهم 36 طفلاً، و5 من عناصر الدفاع المدني، وممرضة وعائلتها وطبيبان.

من جانبه، أدان البيت الأبيض الضربات الجوية على حلب، وقال إنه يشعر بالفزع على نحو خاص، بسبب الهجوم على المستشفى بحلب، والذي أودى بحياة العشرات بينهم أطفال وأطباء، بينما أعلنت روسيا أنها لم تستهدف المشفى.

وقال المتحدث باسم البيت الأبيض، جوش إيرنس: «ندين بقوة موجة الضربات الجوية والقصف التي قتلت أكثر من 60 شخصا في حلب في الساعات الـ24 الماضية».

وقالت وزارة الخارجية الأمريكية، إن الضربة الجوية التي نفذها النظام السوري على المستشفى في حلب «مستهجنة»، ودعت روسيا إلى استخدام نفوذها للضغط على الأسد لوقف الهجمات.

وأضاف جون كيري، المتحدث باسم الخارجية، إن واشنطن ما زالت تجمع المزيد من المعلومات عن الهجوم الذي وقع على المستشفى، داعياً النظام السوري لوقف هذه الهجمات الحمقاء التي تمثل بالطبع انتهاكات لوقف العمليات القتالية.

وندد الأمين العام للأمم المتحدة، بان كي مون، بالقصف الذي تعرض له «مستشفى القدس» في حلب، معتبرا أن هذه الهجمات على المدنيين «لا يمكن تبريرها».

وحذّرت اللجنة الدولية للصليب الأحمر، من أن تصاعد العنف في مدينة حلب سيدفع من يعيشون تحت نيران القصف والتفجيرات إلى شفا كارثة إنسانية.

هذا وأبلغ مصدر في محافظة حلب بمقتل 25 شخصًا على الأقل وإصابة نحو 40 آخرين بسقوط قذائف، أطلقتها مجموعات مسلحة على منطقة بستان كل آب، وعلى مسجد بمنطقة باب الفرج بمحافظة حلب السورية.

وأبلغ المصدر وكالة سبوتنيك الروسية، بأن مجزرة مروعة وقعت في منطقة بستان كل آب بمحافظة حلب (شمال غرب سوريا) نتيجة سقوط عشرات القذائف التي أطلقتها مجموعات مسلحة.

وأشار المصدر إلى سقوط عدد من القذائف الصاروخية على جامع الملخانة في باب الفرج، ما أدى إلى نشوب حريق بداخله ووقوع إصابات كثيرة أثناء خروج المصلين عقب أداء صلاة الجمعة.