رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز

من سلطنة عُمان.. تعلموا المثل


بلا شك أن السياسة السيئة التى تتبعها وزارة الرى كانت السبب المباشر فى مشكلة «سد النهضة» فلم تكن هناك حكمة فى إدارة المشكلة, وفى الوقت نفسه تسببت تلك السياسة فى عدم توفير المياه الكافية لحياة 90 مليون مواطن!! إنها بجميع المقاييس جريمة يجب أن يُحاسب عليها المسئولون. لكننا فى الوقت نفسه نجد فى السياسة التى تتبعها «سلطنة عُمان» منفذاً لتعويض نقص المياه الواردة من نهر النيل. وهذه السياسة متمثلة فى أن سلطنة عُمان تشهد هطول أمطار متفاوتة الغزارة على عدد من المدن نتيجة تكون أخدود منخفض جوى أدت إلى جريان الأودية، واحتجزت السدود كمية من المياه. ونظراً للموقع الجغرافى الاستراتيجى لسلطنة عُمان وطبيعة تكويناتها البيئية، فقد أولت الحكومة العُمانية اهتماماً خاصاً بتنفيذ المشاريع الهادفة إلى إدارة وتنمية وتقييم الموارد المائية كمشاريع صيانة العيون وحفر الآبار، وتطوير شبكة مراقبة الأوضاع المائية ومواصلة الحفر الاستكشافى بهدف إيجاد مصادر مائية جديدة. تأتى هذه الجهود العُمانية المستمرة لتنمية الموارد المائية تنفيذاً للسياسات التى يوجه بتنفيذها السلطان «قابوس بن سعيد» سلطان عُمان. وتعتبر المياه من أهم الموارد الطبيعية فى السلطنة وتتزايد أهميتها يوما بعد يوم نتيجة للتنمية المستدامة فى النواحى الاجتماعية والاقتصادية ومن المتوقع أن يزيد الطلب على مياه، وتنفيذ مشاريع لاستغلال الموارد المائية غير التقليدية وتعزيز الوعى بأهمية الحفاظ على الموارد المائية من الاستنزاف والهدر. وقد أفضت التطورات المجتمعية فى عُمان إلى اتساع مدلول المياه لتصبح المياه «ثروة وطنية» وفق ما جاء فى قانون حماية الثروة المائية، وبات التحدى يتمثل فى كيفية تلبية متطلبات التنمية واحتياجات السكان والمحافظة على الموارد المائية المحدودة والمتناقصة فى إطار معادلة صعبة تقتضى إيجاد التوازن الدائم بين العرض والطلب.

فمنذ أوائل سبعينيات القرن الماضى أصدر السلطان قابوس مرسوم السلطانى بتشكيل أول مجلس لمصادر المياه، تبعه صدور العديد من المراسيم التى تهدف إلى تطوير المؤسسات التى تـُعنى بالموارد المائية، ولعبت القوانين واللوائح دوراً مهماً فى حماية الموارد المائية للسلطنة من الاستنزاف والتلوث. تعتبر والعيون والآبار من أبرز موارد المياه التى تعتمد عليها معظم محافظات ومناطق السلطنة، والتى تمثل الأمطار مصادرها الرئيسة، فهى المصدر الرئيس لتغذية مختلف الخزانات الجوفية. وتوجد ثلاثة مصادر أساسية للمياه فى عُمان هى: المياه السطحية، والعيون وبعض تدفقات الأودية الدائمة، والمياه الجوفية الممثلة فى الآبار وتمثل 70% من إجمالى استخدامات المياه بالسلطنة. ويبلغ إجمالى حجم “المياه المتجددة” التى يتم تغذيتها من الأمطار أكثر من 1300 مليون متر مكعب فى العام يتم تخزينها بالخزانات الجوفية المختلفة، بالإضافة إلى عيون الماء «الينابيع» التى تشكل أحد مصادر الثروة المائية الأساسية فى سلطنة عُمان، وتتوزع بين الساحل والجبل والوادى، فتضفى على تلك المناطق مناظر خلابة وتزيد من مساحة الرقعة الخضراء، مما يجعلها من المناطق المتميزة فى جمالها وجذبها للسياح، وتتنوع ما بين العيون الحارة والباردة. وتُعد الآبار من الموارد المائية الجوفية المهمة التى يعتمد عليها سكان السلطنة وهى تنتشر فى جميع المدن والقرى العمانية، ويتم استخراج المياه منها بكميات كبيرة. من سلطنة عُمان تعلموا.

■ عضو المجمع العلمى المصرى