رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز

صفعة لمستشارة ألمانيا في الانتخابات الإقليمية بسبب اللاجئين

صورة أرشيفية
صورة أرشيفية

تلقّى المحافظون برئاسة المستشارة أنجيلا ميركل صفعةً أمس الأحد، في الانتخابات الإقليمية بثلاث ولايات جرّاء قلق الألمان من سياسة فتح الأبواب للمهاجرين، بينما حقّق الشعبويون في حزب "البديل من أجل ألمانيا" اختراقاً كبيراً وهو الحزب الذي سبق أنه وصفه وزير المالية الألماني بأنه عارٌ على البلاد.

وأظهرت توقّعاتٌ للتلفزيونات الألمانية العامة على أساس نتائج أولية أن المحافظين بقيادة ميركل هزموا خصوصاً في معقلهم التاريخي بادن-فورتمبرغ (غرب البلاد) حيث يتوقع أن ينالوا 27,5% من الأصوات مقابل 32,3% لحزب الخضر، وذلك بعد حملة انتخابية هيمن عليها قلق الألمان من تدفّق اللاجئين.

وفي ولاية "ساكسن-أنهالت" التي كانت تابعة لألمانيا الشرقية (التي تنتمي إليها ميركل)، سيصبح حزب "البديل من أجل ألمانيا" القوة السياسية الإقليمية الثانية مع حصوله على 23% من الأصوات.

وسيواصل الاتحاد المسيحي الديموقراطي (حزب ميركل) الذي يرفض أي تحالفٍ مع "البديل من أجل ألمانيا" حكم هذه المنطقة، ويتوقّع أن يحصل فيها على نحو 29% من الأصوات.

وفي "رينانيا-بالاتيناتط، لم تحقّق نائبة رئيس الاتحاد المسيحي الديموقراطي الطموحة جوليا كلوكنير التي نأت بنفسها عن سياسة ميركل في ملف اللاجئين، فوزاً في هذه المنطقة التي سيظلّ يهيمن عليها الاشتراكيون الديموقراطيون.

وسيحصل الاتحاد المسيحي الديموقراطي في هذه المقاطعة على 32,5% من الأصوات مقابل 37,5% للاشتراكيين الديموقراطيين.

وفي أول تعليق على هذه النتائج، أعرب جورج موثين وهو أحد رئيسي حزب "البديل من أجل ألمانيا" عن "فرحته" بهذه النتائج، مؤكداً أن حزبه المناهض للهجرة "ليس عنصرياً ولن يكون عنصرياً أبداً".. حسب قوله

وكان نحو 13 مليون ناخب تمّت دعوتهم للإدلاء بأصواتهم في بلدٍ يسوده القلق منذ أن فتحت ميركل أبواب ألمانيا لأكثر من مليون لاجىء عام 2015.

وتجنباً لنكسة مريرة جداً بالنسبة إلى الاتحاد المسيحي الديموقراطي، كثّفت ميركل التجمّعات الانتخابية مركزةً على أزمة المهاجرين التي خلطت الأوراق السياسية وهدّدت صورتها للمرة الأولى منذ توليها الحكم قبل عشرة أعوام.

وشددت على أن "واجب" اللاجئين هو الاندماج، لافتةً إلى أنّ الحلول الأوروبية الموعودة منذ أشهر ستقلّص أعداد المهاجرين الذين يجازفون بحياتهم للوصول إلى شمال أوروبا.

وتعيش ألمانيا حال غليان منذ أن فتحت أبوابها في عام 2015 لأكثر من مليون طالب لجوء، خصوصاً لسوريين هاربين من جحيم الحرب على متن قوارب متهالكة للوصول إلى الاتحاد الأوروبي.

ومع اندلاع حرائق في مراكز إيواء اللاجئين، ومجتمع مصدوم باعتداءات جنسية اُتّهم مهاجرون بارتكابها في كولونيا، يبدو أن الألمان الذين استقبلوا اللاجئين في بادئ الأمر بالترحاب، باتوا مربكين. وهناك عددٌ متزايدٌ منهم يتّجه نحو اليمين الشعبوي.

وكانت استطلاعات الرأي توقّعت فوز حزب "البديل من أجل ألمانيا" المناهض لليورو والذي أنشئ قبل ثلاث سنوات، بـ18 إلى 19% من الأصوات.

ويعتبر ارتفاع أسهم هذا الحزب سيناريو غير مسبوق منذ العام 1945 في بلد يبحث دائماً عن المثالية الأخلاقية بعد الرعب النازي.

لكن الأحزاب التقليدية ترفض أيّ تعاون مع هذا الحزب بوصفه "عاراً على ألمانيا"، وفق ما قال وزير المالية الألماني، رغم أن مهمة "الاتحاد المسيحي الديموقراطي" والاشتراكيين الديموقراطيين لجهة تشكيل تحالفاتٍ إقليمية قابلة للاستمرار ستكون صعبة.

غير أن ميركل واثقة بأنّ نفوذ حزب "البديل من أجل ألمانيا" سينحسر ما إن تُحلُّ أزمة المهاجرين.

ويرى عددٌ من المحللين السياسيين أن ميركل تبقى على الرغم من الأصوات المعارضة لها، الأقوى سياسياً في غياب منافسٍ قادر على هزيمتها.