رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز

مفاجأة مدوية.. العرب والمسلمون يصوتون لمرشح يهودي في ولاية «ميشيغن» على حساب هيلاري كلينتون

هيلاري كلينتون
هيلاري كلينتون

أربكت نتائج الانتخابات التمهيدية التي شهدتها ولاية «ميشيغن» الأمريكية قبل أيام قليلة وسائل الإعلام الأمريكية ومراكز استطلاعات الرأي، بعد أن صوت العرب والمسلمون لمرشح يهودي.

النتائج أظهرت أن الناخبين من أصول عربية الذين يشكلون 40% من سكان مدينة ديربورن صوتوا لصالح السيناتور بيرني ساندرز المرشح المنافس لهيلاري كلينتون، على نيل تمثيل الحزب الديمقراطي في الانتخابات الرئاسية المنتظرة في نوفمبر المقبل.

تحول في الرأي العام
واعتبرت وسائل الإعلام الأمريكية، أن فوز ساندرز على كلينتون في ميشيغن، بمثابة تحول في الرأي العام الأمريكي ومفاجأة لم تتوقعها استطلاعات الرأي التي كانت تجزم بحصول كلينتون على تأييد كبير في الولاية خصوصًا من الناخبين من أصول أفريقية، ومن الجاليات العربية والمسلمة المقيمة في ضواحي مدينة ديترويت أحد أكبر مدن الولاية بحسب تقرير نشرته صحيفة "الحياة" الأحد 13 مارس 2016.

ففي ديربورن، حصل ساندرز، وهو ابن عائلة بولندية يهودية هاجرت إلى الولايات المتحدة مع صعود النازية في أوروبا في عشرينات القرن الماضي، على تأييد 59% من أصوات الناخبين ذوي الأصول العربية.

استقطاب الصوت العربي
صحيفة «صدى الوطن» التي تصدر للعرب في أمريكا أشارت إلى نجاح السناتور بيرني ساندرز فـي استقطاب الصوت العربي؛ بسبب خطابه المعتدل حول قضايا الشرق الأوسط وفـي مقدمتها دعوته لإنهاء الحصار الإسرائيلي على قطاع غزة وموقفه المعارض لغزو العراق، فضلاً عن خلو سجله من أية مواقف معادية للإسلام.

مناصرو ساندرز، استثمروا موقف العرب والمسلمين فـي حملته الانتخابية لتأكيد قدرته على توحيد البلاد بجميع مكوناتها.

الصحيفة أشارت أيضا إلى انتقاد الكوميدي عامر زهر الضجة التي تلت الموقف العربي، إذ أشار عامر إلى أن تلك النتائج التي يعتبرها البعض مفاجئة مردها إلى افتراض أن العرب والمسلمين معادون للسامية، واصفا تلك المواقف "بالعنصرية"، مشيرًا إلى أن اللوبي الصهيوني هو من روج كراهية العرب لليهود، ومؤكدا أن انتخابات ديربورن أكدت زيف تلك الادعاءات.

صوتوا للبرامج
وأشار إلى أن سكان مدينة ديربورن لم يصوتوا للمرشحين على أساس الدين أو العرق وإنما على أساس برامجهم الانتخابية، وأضاف "شكل برنامج ساندرز السياسي الخيار الأفضل لمجتمع جاليتنا، ولم تقف يهوديته عائقا فـي هذا المضمار".

ويتبنى ساندرز خطابا اشتراكيا ويدعو إلى ثورة سياسية في الولايات المتحدة ضد وول ستريت والنظام المالي الفاسد واللوبيات التي تموّل السياسيين، ومطالبته بتعليم جامعي مجاني وتأمين صحي لجميع الأمريكيين.

واعتمدت حملة ساندرز الانتخابية اللغة العربية في الرسائل الدعائية الموجهة للناخبين الأمريكيين من أصول عربية وإبراز مواقفه المنددة بالعنصرية والإسلاموفوبيا، ما كان له أثر كبير في تقديم صورة مقبولة في أوساط عرب ديترويت.

وساندرز الذي سجل سابقة في تاريخ الانتخابات الرئاسية الأمريكية كونه أول أمريكي يهودي يفوز بالانتخابات التمهيدية قد يكون أول رئيس أمريكي من أصول يهودية لا تربطه علاقات جيدة بالمنظمات اليهودية الأمريكية.